last posts

هل نطبق مبادئ الرفق بالحيوان في التعامل مع الحيوانات الأليفة خاصة (٢٠٢٢)؟

   هل نطبق مبادئ الرفق بالحيوان في التعامل مع الحيوانات الأليفة خاصة (٢٠٢٢)؟

   الحيوانات بصفة عامة، والحيوانات الأليفة، على وجه الخصوص، كائنات عظيمة جدا، ومن واجبنا أن نوليها العناية اللازمة، لماذا؟ لأنها تلعب أدوارا مهمة في حياة البشر، وكل ما نعلمه عن علاقة الإنسان بالحيوان، لحد الآن، فهو لا يتجاوز ١٠٪! وهنالك ثقافة سائدة حول الحيوانات الأليفة، ومحتواها هو "كلما كثُرَت القطط والكلاب في المنزل، أو حتى في الشارع، كلما كثرت الأمراض"! 
   بطبيعة الحال هي مغالطة ثقافية صادرة عن بعض المتطاولين على مجال الصحة ومجال الطب والعلاج! الحقيقة هي أنه "كلما كثُرَ عدد الحيوانات الأليفة في البيت كلما كان مؤشر الطاقة الإيجابية مرتفع، وكلما كانت مناعة الأطفال، وحتى الكبار، أقوى!!! 
   سؤال سيُلَخص كل شيء، وكلما فكَّرنا فيه كلما فهِمنا واستوعبنا القيم العظمى للحيوانات، وبالخصوص القطط والكلاب، وهو: لماذا خلق الله، عز وجل، الحيوانات؟ ولماذا جعل القطط والكلاب قريبة جدا من البشر؟! لماذا لم يضَعْها الله، عز وجل، في الغابة مع الحيوانات البرية الأخرى، فرس النهر، الدولفين، خلد الماء، الأسد، الفيل، الحصان، ليوبارد، الفهد، الدب القطبي، النسر، الضبع، النمر، الزرافة، الكنغر، الذئب، الثعلب...؟! هل لكي تُسبب الأمراض للبشر؟ هل لكي تُقلق راحة البشر؟ هل أرسلها الله، عز وجل، كي تُضعِف مناعة الإنسان؟ أم كي تَنْقُل لنا الأمراض وتجعل منا لقمة صائغة لمن اختَصَّ في مجال العلاج والتطبيب دون استحقاق وتَخَرَّجَ دون عِلمٍ ولا فهمٍ، ودون أدنى فكرة عن أخلاقيات الرفق بالحيوان، ودون وعيٍ بقيمة وأهمية الحيوانات الأليفة في وقاية وعلاج البشر من الأمراض، ودون إدراك الدروس التي تقدمها الطبيعة للإنسان من خلال الحيوان
   وهنا يجب ذِكر الدور المهم الذي تلعبه الحيوانات الأليفة في حماية البشر من الإضطربات، كما وقد أثبت العلم نجاعة الإستعانة بالحيوانات الأليفة في علاج الأمراض النفسية والعصبية، ولاسيما المستعصية منها! 
   كما ساهم الكثير من المتطاولين على مجال الدين في خلق حاجز كبير بين البشر والكلاب بسبب المغالطات الدينية التي ابتدعها بعض أصحاب الفتوى والتقوى حول الكلاب! فعندما يقوم شخص متخصص في علم الفقه أو علم الحديث (لكنه غير متفقِّه بما فيه الكفاية) بإصدار فتوى (مغالطة جسيمة) مفاذُها أن "الكلب حيوان نَجِس، ويَطرُد الملائكة من المنزل، وإذا داعَبت كلبا فيجب عليك تجديد الوضوء من أجل الصلاة..." فما مصير الكلب المسكين أمام تأثير هذه الفتوى الخرافية لهذا المتفاقه على معظم الناس!!! 

هل نطبق مبادئ الرفق بالحيوان في التعامل مع الحيوانات الأليفة خاصة (٢٠٢٢)؟
هل نطبق مبادئ الرفق بالحيوان في التعامل مع الحيوانات الأليفة خاصة (٢٠٢٢)؟

هل يجب قص مخالب القطط والكلاب (الأظافر)؟ 

   المرجو عدم قص مخالب القطط (أو أظافر القطط)، لأن هذه العملية تؤثر سلبا على هذه الحيوانات الأليفة والمتميزة جدا! لِنترك القطط والكلاب تعيش على طبيعتها الأصلية. فإن حدث وغاب الشخص الذي يقوم بهذه المهمة، الغير محمودة العواقب، أو تاه القط في الشوارع ولم يتمكن من العودة إلى البيت، فإن أظافره ستنمو دون توقف، وسيصبح معاقا لا يقدر لا على تسلق الجدران والأشجار، كعادة القطط الطبيعيين، بل ولن يستطيع حتى المشي!
 
   والأهم من ذلك، فإن القطط تستخدم الأضافر في تنظيف نفسها من الحشرات والطفيليات التي تلتصق بها. كما تستخدمها في الدفاع عن نفسها من هجومات القطط الشرسة، ولاسيما ضد بعض الأنواع من الكلاب الغير طبيعية (الكلاب المغيرة وراثيا)...! فإذا قمت بِقَص أضافر قطتك ثم حدث أن تربصت بها الطفيليات فإنها ستصاب بالجنون. وإن باغتها قط عدواني أو كلب مُهَجَّن فإنها ستكون فريسة سهلة، وأنت ستخسر قطتك التي أَلِفْتها وأحْبَبْتها وأنْفَقْت عليها ما لا تنفقه على نفسك (أقصد نفسي أنا)! كما وإن سقطت في حفرة أو في منزل مجاور فلن تجد المسكينة، أداة النجاة "المخالب أو الأظافر" وبالتالي ستكون قد آذيتها من حيث أردت أن تنفعها!

ما موقع تعقيم وخصي القطط والكلاب من ثقافة الرفق بالحيوان؟ 

   المرجو عدم تعقيم القطط والكلاب او أي حيوان آخر، يعني ليس من حقنا التلاعب بمستوى الشهوة الجنسية عند الحيوان أو منع الحيوانات من التوالد، لا عن طريق العملية الجراحية بهدف استئصال الرحم، ولا عن طريق الحُقَن، ولا عن طريق أقراص منع الحمل...! كما يجب علينا عدم خصي القطط والكلاب لأن هذه الممارسات، الغير منطقية، تعتبر من أخطر أنواع التطاول على الحياة الشخصية للحيوان، وهذا أمر غير مقبول بتاتاً، لأنه سلوك خارج عن نطاق أخلاقيات الرفق بالحيوان، وخالٍ من أدنى القيم الإنسانية

   فإن كان الحيوان كائن غير ناطق أي أنه لا يخاطبنا بِلُغتِنا (الكلام) فهذا لا يعني أنه أداة جامدة يمكننا أن نفعل بها ما يحلو لنا. إن عدم نُطْق القطط والكلاب لا يعني أنها غير ناطقة، ولا يعطينا الحق في التلاعب بأجسادها ولا حتى أن نفكِّر عِوَضَها أو أن نُقَرر نيابة عنها! مما يعني "من أعطانا حق الوِصاية (السلبية) على الحيوان ومن أتاح لنا حرية التصرف في حياة الحيوان (بشكل عشوائي)؟" هل استشرنا تلك القطة أو ذلك الكلب؟ هل سألناه قبل قيامنا بهذه العمليات الخبيثة هل هو راض عنها أم لا!؟ 

   فليعلم، كل من يقوم بهذه التدخلات العشوائية والممارسات الدنيئة في حق الحيوان، بأنه يتطاول على مهام الله، عز وجل! لأن الله وحده هو من لديه حق التصرف في حياة الحيوان لأنه هو من خلق الحيوانات وكل شيء! الله وهب الحيوانات هبة التزاوج والتوالد ثم يأتي شخص، لا يفهم شيئا، ويقول لك "سأعقم هذه القطة عن طريق إزالة الرحم كي أحمي أبناءها من الموت تحت عجلات السيارات وكي أحافظ على رشاقة قوام القطة...! 

ما هو أثر امتلاك قطط وكلاب لها حرية التوالد؟

   أرجو أن لا ترتكبوا هذا الخطأ الجسيم (التعقيم والخصي) فتصبحوا نادمين، وأين المفر من عذاب الضمير ومن السؤال يوم الحساب! لأننا لا نعلم الغيب، لكن الله، عز وجل، يعلم الغيب، وما دام الله قد وهب هذه الكائنات الحية هبة التوالد فعلينا أن تحترم حِكمة الله، بل وعلينا أن نبحث وأن ندرُس وأن نتفكر في عظمة هذه الكائنات كي نستوعب، ما استطعنا، من عظمة الله، عز وجل، وكي نستوعب مُراد الله من خلق الحيوانات، وكذلك مُراد الله من توالد الحيوانات.

   سؤال: هل من المنطقي حرمان القطط والكلاب من التوالد؟ أليست كائنات حية وكن حقها التمتع بسعادة الحصول على قطط صغيرة (هِرَرَة، جمع هِر، هِرّة)،  وكلاب صغيرة (جِراء، جمع جَرْوٌ أو جِرْوٌ)؟ وأنتَ أو أنتِ، بصفتك مالك(ة) قطة أو كلب، ألا تحب أن ترى قطتك وهي تلعب مع صغارها؟ ألا تحب أن ترى كلبتك وهي تدرب صغارها على ما درَّبتها، أنت، عليه؟ وأول شيء تقوم به القطط والكلاب هو تدريب صغارها على حب صاحبها (يعني أنا وأنتَ وأنتِ)!!! أرجو أن تفكروا في هذه القيمة العظمى، وهي حقيقة علمية، وقبل ذلك، فهي هبة ربانية لو أحسنا تقديرها لحققنا المعجزات

   - السعادة والتفاؤل، الصحة، الخصوبة، الثروة، مما ينتج عنه تأثير متشعب ومتنامي: 
      إنسان إيجابي وفَعال في المجتمع. عامل منتج ومساهم في الإقتصاد الوطني. زوج صالح. زوجة صالحة، وتتمتع بأعلى نِسَب الخصوبة، كما وتَلِد بشكل طبيعي، دون الحاجة إلى عملية قيصرية. طفل إيجابي وسليم البنية النفسية والجسدية. تلميذ مجتهد ليكون موظف المستقبل الناجح. جيران تجمعهم المودة والتسامح. مجتمع يسوده التضامن...!
   قد يبدو الأمر غريبا لكن من أراد أن يتأكد فَلْيَقُم بزيارة أسرة تملك القطط والكلاب، لكن شريطة أن يكون كل أفراد هذه الأسرة على وعي بقيمة هذه الحيوانات الأليفة! لأن إتفاق كل أفراد الأسرة على حب القطط والكلاب أفضل بكثير من إتفاق بعضهم واختلاف البعض الآخر، والنتائج متباعدة جدا. ولاحظوا طبيعة الحياة التي يحياها أفراد تلك الأسرة، وليس التي يعيشونها، لأن هنالك فرق كبير بين العيش والحياة!

هل يجب تنظيف القطط وما أثر مواد التنظيف الصناعية عليها؟

    إن القطط والكلاب حيوانات نظيفة إلى أبعد الحدود ومن يشك في ذلك فما عليه إلا أن يشاهد قطة أوكلبة لحظة الولادة. يعني أن يتابع سلوكها الراقي خلال الأسابيع الأولى من حياة صغارها (الهِررة / الجِراء). من على يقين بأنك ستندهش من عظمة هذه الكائنات الرائعة! كيف تقوم القطة بتنظيف صغارها، بحيث لن تجد أثرا لأي نوع من الفضلات أو الأوساخ، فأين تذهب تلك الإفرازات، ومن عَلَّمَها ذلك! إذن، كُلُّ ما علينا هو أن تنظيف العقل الباطن من ترسبات المغالطات الفكرية التي تقول بأن فرو القطط والكلاب يسبب الحساسية والربو، إلى آخره. فهذه كلها أقاويل وأكاذيب لغرض في نفس يعقوب، كما يقال، لأننا نغظ الطرف عن الأسباب الحقيقية للأمراض، كما يتم تضليلنا عن هذه الحقائق. 

   الكلب حيوان طاهر ولا يسبب الأمراض ولا يفسد الوضوء، فلا داعي لتجديد الوضوء بعد مداعبة الكلب. هذه كلها خرافات ولا صلة لها بحقيقة الدين، لأن الله عز وجل لم يذكر الكلب في سورة الكهف فقط من أجل إضافة رونق على قصة يتم سردها من أجل المتعة. كون الله عز وجل قد وضع الكلب مع أهل الكهف فهذا يعني الكثير والكثير من فوائد ومنافع الكلب، التي لا نعرف عنها إلا القليل! 

   القطط تنظف نفسها بنفسها حتى ولو كانت تعيش في الشارع. أما إن كانت لديك قطة في البيت فهي أكثر نظافة! وإن شئت أن ترفع من مستوى نظافتها فأفضل ما تقدمه لها هو حمام بالماء الدافىء فقط، ودون إضافة أي نوع من مواد التنظيف الصناعية الخاصة بالقطط أو الكلاب، لماذا؟ لأن الماء الدافئ كفيل بالقضاء الطفيليات العالقة بالقطط والكلاب، ولا يسبب أي آثار جانبية. أما منتجات التنظيف الصناعية الموجهة للحيوانات الأليفة فستتسبب لها في ما يلي: 

   تساقط الشعر (الفراء)، اضطراب الحواس (البصر، السمع، الشم...)، اضطراب أجهزة الإستشعار، اضطراب الحمل والولادة، العقم، اضطرابات خلقية (إعاقات) لدى الهررة الحديثة الولادة بسبب تشبع جسد أمها بكمية هائلة من المواد الكيماوية، الممتصة من مواد التنظيف الصناعية، الخمول والنوم لساعات طويلة من النهار، غياب الحيوية والحركة المعتادة عند القطط، غياب الشهية، التقيء، اضطرابات جلدية، هشاشة العظام، هشاشة المخالب (الأظافر)، هشاشة الأسنان، تراجع متوسط العمر، إلى آخره!

وللقراءة باللغة الإنجليزية، فالمرجو الضغط هنا
أتمنى أن أكون عند حسن ظن كل قارئ، وأرحب كثيرا بتعليقاتكم واستفساراتكم ونصائحكم للاستمرار في التعلم والإبداع
Comments



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-
youtube